عصفور على غصن الحياة
سأل الصفاءُ يوما الجفاء :
ما الذى جفاكَ !؟
رد الجفاء و قال :
قلوباً تجمدت الدماء في عروقها
عيونا جفت الدموع في جفونها
أفواها حُرمت من ذكر الله على ألسنتُها
هذا الذي جفاني ..
قال الجفاء : و أنت يا صفاءُ
ما الذي صفاكَ !!!؟
رد الصفاء و قال :
قلوبا طهُرت فتعلق حبها بخالقها و ربها
عيوناً تعاهدت لا تنظر إلا إلى ما يرضي ربها
ألسناً أقسمت ألا تَفتُر عن ذكر ربها
هذا الذي صفاني ..
، ، ،
، ، ،
آية في كتاب ربي تدبرتها يوماً
قوله تعالى :
" فَبَعَثَ اللّهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءةَ أَخِيهِ
قَالَ يَا وَيْلَتَى أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَـذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ
سَوْءةَ أَخِي فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ(31) المائدة
فتعجبت و قلت في نفسي ، كأن الله عز و جل
أراد لنا أن نتدبر في مخلوقاته حتى و أن كانت غير عاقلة
لنأخذ منها العبر و العظات
و إذا بي انظر إلى غصن شجرة فرأيت عصفوراً ..
ضرب لى أروع المعاني في حياة سامية
قصدها و بحث عنها الأولون و الآخرون
العالمون و العابدون بحث عنها الكبير و الصغير ..
حياة تملؤها السكينة و الاطمئنان
و حُسن التوكل على الرحمن
ما هو إلا ...
عصفورٌ على غصن الحيآإة !!
رأيته يوماً
غاية أمانيه
حفنة ريش تؤيه
و حبة قمح تُرضيه
و قطرة ماء ترويه
، ، ،
، ، ،
لا أدري لما تعكر صفو حياتُنا ؟
أعجزنا أن نكون مثل هذا العصفور !!؟
فلنقف قليلا و لندع ما مضى
و لتصفو حياتنا
هى دعوة بل هو نداء ..... كلا إنه رجاء !
كصفاء السماء
بعيداً عن رهبة الغيوم و عبث السحاب
لتصفوي حياتُنا
:
آعجبني~